Friday, December 9, 2011

قراءة في أحداث مابعد الثورة



1:38 PM 12/9/2011 الجمعة


دي شوية نقاط سريعة على بعض المواقف والأحداث وبعض التفسيرات لهذه المواقف من وجهة نظري وخاصة مواقف التيار الإسلامي


1-
أريد أن أسوق وأن أثبت أن أغلبية الكيانات الإسلامية والتيارات الإسلامية المكونة فعلا قبل الثورة وممثليهم لم يكن في خطتهم ولا في رغبتهم القيام بثورة وسيرد البعض أنه لم يكن أحد في مصر يعلم بأن هناك ثورة
وهذا الرد صحيح

ولكن ما أقصده هو أن غالبية التيار لم يكونوا يتمنون قيام ثورة في هذا التوقيت فمن وجهة نظرهم أن الأمور لم تكتمل بعد ولم يحن الوقت بعد

يتجلى هذا في المشاركة الحذرة والرمزية لهذه التيارات يوم 25 خوفا من تداعيات هذا الموقف طبعا
هذا الموقف الذي أخذوه لايلومهم أحد عليه فلم يكن مطلوبا منهم أن يضحوا بأعناقهم هم وحدهم من أجل قيام الثورة خاصة أن نظام مبارك كان مهتما بتضييق الخناق عليهم هم بالذات إلى أقصى درجة ومايحل لغيرهم لايحل لهم

لكن هذا الموقف وانعدام الرغبة الحقيقية في عمل ثورة او قيامها نستنتجها من مواقفهم السابقة في عدم معارضة مبارك مهما فعل وفي لعبهم بطريقة المفاوضات والنقاط فكانت مظاهرات 25 هي رد فعل على ماحصل في انتخابات مجلس الشعب او رد فعل على إغلاق القنوات الفضائية أو حتى مقتل خالد سعيد عند البعض

لكنه لم يكن أحد يحلم بأنها ستكون ثورة

بعدما اكتشف البعض وبدأوا يرون أنهم أمام واقع جديد وأن هناك شيء ماقادم قد تكون ثورة وأنه لم يعد هناك مجال للتراجع بدأت المواقف تتباين ووجد الكثيرون أنفسهم مضطرين للقيام بثورة لأنه إن لم يقوموا بذلك فسيكون في ذلك نهايتهم

وفي هذا الأمر دليل على صحة ماقلناه من قبل من أنه كان من الوارد والمستطاع بقليل من الجهد والإخلاص التعجيل بهذه الثورة مدة من الزمن

لكن لعدم قناعة هؤلاء بها لم يقوموا بها لأنها لم يكن أوانها بعد قد جااء من وجهة نظرهم


2-

بعد قيام الثورة والتي كانت أهدافها مهما اتفقنا حولها أو اختلفنا إلا أن أهدافها الحقيقية

كانت في تحرير الشعب المصري من القيود المفروض عليه والتي تتمثل في :

كرامة - حرية - عدالة إجتماعية

لم يكن من ضمن أهداف هذه الثورة في أي لحظة من اللحظات تطبيق الشريعة أو النداء بها

ولربما لو قام هؤلاء بثورة من أجل تطبيق الشريعة وكانوا فعلا رجالا في تحمل تبعات هذه المسؤولية وهذا الموقف
لربما كنا ساعتها قلنا إنها ثورة إسلامية تنادي بتطبيق الشريعة الإسلامية وهو مالانقف ضده أو نعيبه بل على العكس إن تطبيق الشريعة الإسلامية هو هدفنا الأول

لكن أن يكون هؤلاء من الجبن ومن التخاذل بحيث أنهم رفضوا مرارا وتكرارا وخافوا من مجرد الوقوف ضد النظام السابق في حين أن هناك آخرين كانوا يهتفون ليلا ونهارا بذلك
فهو أمر وجب علينا أن نوضحه وأن نثبته

لم يقف السلفييون مرة واحدة مع مطالب الشعب ومعاناته ولم ينادوا أبدا بالعدالة الإجتماعية أو بتطبيق العدل أو وقفوا موقفا يذكر لهم يشهدون الله عليه

كانوا دائما منغلقيين على أنفسهم ويعيبون على غيرهم وقفاتهم واعتراضاتهم
لم يطالبوا بحقوق من ماتوا في العبارة أو في القطار أو هؤلاء المهاجرين الذين غرقوا في البحر أو هؤلاء الذين يقفون ويموتون في طوابير العيش والغاز

وينطبق على الإخوان نفس الكلام



أثم إذا مانجح هؤلاء في تحرير الشعب من هذه القيود وقاموا للمطالبة بحقوقهم المسلوبة والتي هي أولى الخطوات للوصول للدين الله ومعرفته
فلن يعرف شخص دين الله وهو جائع ولن يقرأ أحدهم القرآن وهو مريض لايعرف القراءة والكتابة

لم يمتثل هؤلاء الإخوان أو السلفييون
لمقولة أجدادهم الذين يتشدقون بهم وينسبون أنفسهم إليهم زورا وبهتانا

تماما كما يفعل القرآنيون الذين ينسبون أنفسهم إلى القرآن وهم ناكرين للسنة

لم يقتدوا بمقولة أجدادهم الذي قال أحدهم ذات مرة :
( نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد )

لم يقتدوا بمقولة عمر بن الخطاب حين قال
( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا )

لم يتذكروا مقولة أبو ذر الغفاري حين قال
( عجبت لمن لم يملك قوت يومه ولم يخرج على الناس شاهرا سيفه )


3-
كل مافعله هؤلاء هو أنهم استغلوا هذا الموقف واستغلوا الحرية التي وجدوها فجأة فطالبوا بمطالبهم وتناسوا المطالب الأساسية التي من أجلها قامت هذه الثورة

نعم لقد سرق هؤلاء ثورة هذا الشعب المسكيين

قاموا بإيقاف المد الثوري الذي يطالب بالعدالة الإجتماعية وبتطهير الأنظمة والمؤسسات من الفاسدين ومن فلول الحزب الوطني

قالوا بأن الإنتخابات أولا هي الحل وهي التي ستأتي بأناس شرعيين يستطيعوا أن يطالبوا من خلالها بمطالب الشعب لكنهم تناسوا أن تلك الشرعية هي التي أوقفت الثورة سنوات عديدة وأنه لو انتظرنا الشرعية ولو طبقنا شرعية النظام السابق الذين يتمسكون بهم لوصلنا إلى أنهم هم أنفسهم غير شرعيين


لقد نسوا مقولة النبي عن حلف الفضول الذي قال فيه

( لو دعيت إلى مثله لأجبت )

4-

وبرغم نصح الكثيريين لهم بإستكمال الثورة وعدم تشتيت الصفوف إلا أن رأيهم كان مغايرا
ونظن أن هذا الرأي نابعا من إخلاص لاننكره ولكنه ينبع أيضا من عقد قديمة ومن فكر تربى في عهد الجبن والذل والخنوع ولم يفقه معنى الثورة ولم يفقه حقا معنى كلمة إسقاط النظام

هؤلاء إستغلوا مناصبهم واستغلوا منابرهم واستغلوا أعدادهم المنظمة وأتباعهم في أن يقودوا الشارع إلى مايريدون دون استماع حقيقي أو وعي حقيقي بما يريد هذا الشارع ومايعانييه

وساهموا في تسليم أهم أسلحة الثورة إلى أعداء الثورة
تماما كما فعل الخليفة العباسي الذين كان عابدا زاهدا ورعا في تسليم قادة جيشه ومن كان يشور عليه بحرب التتار

فقام هو نزولا على رغبة التتار بتسليم هؤلاء القادة ليتم إعدامهم ظنا منه بصدق التتار وليلحق هو وكل أفراد المدينة اللذين لم يستمعوا لنصائح هؤلاء القادة بنفس المصير


5-

ماقلناه من أنه سيتم تفريق الصفووف هو مايحدث حاليا وأكبر متسبب فيه هو الإنتخابات وصراع العلمانيين والسلفيين ومايحصل من إستقطاب مذموم يتم تغرير النشطاء والمخلصين فيه على أساس العصبية والتعصب

ثم لاشك كما قلنا من أن التيار الإسلامي سيستأثر بمقاعد مجلس الشعب ولو أراد أكثر من ذلك لفعل

ولكن في المقابل نتيجة لما فعله ممثلي التيار الإسلامي من استحواذ على نسبة كبيرة من مقاعد القيادة

سيجد هذا التيار نفسه بعد صراعه مع أغلبية طوائف الشعب وجها لوجه مع الفلول ومع المجلس العسكري والنظام الأمريكي

وفي حين أنه لم يستطع بعد أن يحرر أفراد هذا الشعب من قيوده الذي يئن منها والتي من أجلها قامت ثورته لتحرير الشعب من هذه القيود التي عادت لتفرض من جديد برضاء التيار الإسلامي الذي أسلم أهم سلاح عنده إلى أعداء الثورة طوعا ودون أي مقاومة


6-

وسيعود هؤلاء ليشتكوا من أنهم لو ضغطوا أكثر فسيتم اضطهادهم لأن المؤامرات تنتظرهم وتحاك بهم

تماما كما رأينا من دفاع الإخوان عن عدم النزول للتحرير في أحداث شارع محمد محمود

ومع أن موقفهم من وجهة نظري صحيح وهو أن هناك تربصا بهم

إلا أنه إذا كان الوضع هكذا وإذا كان الشعب مازال مكبلا بالقيوود
وإذا كان هناك وضع حرج للتيار الإسلامي

وأن التيار الإسلامي يرى أنه لم يحن الوقت بالنسبة له للدخول في مواجهة مباشرة من أجل إحقاق الحق كاملا

فلماذا لم يترك مهمة تحرير الشعب لهؤلاء الآخرين الذين يطالبون بمطالب وأوجاع الشعب


التيار الإسلامي الآن أو على الأصح قيادات التيار الإسلامي عليهم أن يختاروا بين خيارين :
إما أن يكونوا ثوريين ويتحملوا تكلفة ذلك كاملة بما في ذلك من حساسية وضعهم الخاص

وبين أن يأخذوا جانبا ليتركوا من طالبوا بالثورة ومن قاموا بها ليستكملوا ثورتهم

أما أن يتم إستغلال التيار الإسلامي لإحباط الثورة وإيقاف المد الثوري

اعتمادا على قوة هذا التيار فهذا مالانرتضييه


7-

يلاحظ أن هناك لعبة معروفة وهي :
محاولة أعداء الثورة إيجاد قيادة محددة للثورة وللثوار يستطيعون من خلالها الدخول في مفاوضاات وفي نفس الوقت يستطيعون الضغط عليهم

وهو مافعله الإنجليز سابقا حين جاءوا بمصطفى باشا النحاس ليسيطر لهم على الشعب

وهو مايحاول المجلس العسكري فعله حاليا وهو نفس مايريده الإخوان والتيار الإسلامي بسذاجتهم
من خلال إيجاد قيادة للثورة عن طريق إنتخابات مجلس الشعب
يتم الضغط عليهم ومفاوضاتهم وإبتزازهم

خاصة بعد أن ينفض الشارع من ورائهم ويجدوا أنفسهم لاحول لهم ولاقوة

تماما كما كان الوضع في عهد مبارك


8-

هؤلاء الباحثين عن وهم الشرعية والمتعلقيين بها سيجدوا أن تلك الشرعية يملكها المجلس العسكري وحده وسيجدوا أنهم ضحوا بشرعية الثورة من أجل شرعية وهمية

9-

لقد أجرم هؤلاء في حق الثورة والثوار فشاركوا في إحباط الشباب وشاركوا في إطفاء جذوة الثورة وشاركوا في بث روح الفرقة والخلاف بين الثوار
وشاركوا في إفقاد ثقة عامة الشعب في مصداقية هؤلاء الثوار وشاركوا في الصراع على الغنائم قبل أن تنتهي المعركة أو تنتهي المباراة

لقد شاركوا في إعادتنا مرة أخرى إلى المربع رقم صفر
وتم إختصار الثورة وأهدافها في المطالبة بإنتخابات مجلس شعب شبه نزيهة وفقط


10 -

كل إنتقاداتي للتيار الإسلامي وممثلييه بعيدا عن باقي التيارات أو الحركات

لأن رأيي هو أن أغلبية الباقين إما أنهم منتفعين ومنافقين
أو فلوول
أو فاسدين وراكبيين للثورة ولاتهمهم الثورة إلا بالتفكير كيف يستفيدون منها

والقليل هم الثوار الذين يطالبون بإصلاح هذه البلد حقا ويطالبون بمطالب هذا الشعب المضطهد والمسكين والذي اتفق الجميع على بيعه والتضحية به في أول مفترق طرق أو في أول عرض للبيع

هؤلاء القلة هو من يتم مهاجمتهم ومن يتم إعتقالهم ومن لايتم سماع أصواتهم وصياحهم
وحين يطالبون بمطالبهم
يتم إتهامهم إما بأنهم أضروا بحال البلد وبعجلة الإنتاج وبالأمن والإستقرار
أو أن مطالبهم لاتعدوا أن تكون مطالب فئوية

وأضحوا هم المتهمون دائما وهم من أضروا بهذا البلد

وانصرف الجميع يقتسمون الكعكة



11-

موضوع المجلس الإستشاري اللي عمله المجلس العسكري

المجلس العسكري جاب كل الناس من كافة الطوائف وجمعهم مع بعض

ووزع السلطات ادى سلطات رئيس الجمهورية للجنزوري

وادى سلطات مجلس الشعب للاستشاري

واللي طلعوا اشرار الفيلم هم الاخوان اللي انسحبوا من المجلس

لكن الباقيين مكمليين بما فيهم العوا وحزب الوسط وساويرس وغيرهم

وسلطات مجلس الشعب عادت محصورة في عمل القوانيين

يعني من الاخر يبقوا يقعدوا ينظموا المرور ويبلوا مجلس الشعب ويشربوا ميته

واغلبية طوائف المجتمع اتلمت في المجلس الاستشاري

وهيرتضوا به بعد اكتساح الاخوان والسلفيين

لأن طبعا في المجلس الاستشاري رأيهم مؤثر لكن في مجلس الشعب هيكون بالأغلبية اللي هتكون للإخوان والسلفيين

وحتى الوسط وغيرهم هيوافقوا لأن الإخوان كوشوا على المجلس واستحوذوا عليه هم والسلفيين عحتتى لو كانت النسبة 40 في المية


اغلبية الصحف العالمية بتتوقع صدام وشيك بين الاخوان والمجلس العسكري

لقد قام المجلس العسكري بتشتيت الافراد واجماع الشعب من ورا الاخوان وخلااص الاخوان بقوا لوحدهم في الصورة وبرضه الصورة رجعت عليهم لوحدهم وطبعا امريكا هتؤيد ضرب المجلس العسكري للإخوان لأنهم شافوا وخافوا من قدوم الإسلاميين ومبعوثة أمريكا جت في زيارة مفاجئة

من الآخر النموذج التركي يتم صياغته حاليا في مصر وبجرة قلم ومحدش هيقدر يعارض

والاخوان زي ماقلت لك هيمانعوا شوية ويحمرقوا شوية وفي الاخر هيوافقوا غصبا عنهم

ولو نزلوا الشارع هيلاقوا الف مؤامرة ومؤامرة مستنياهم زي المؤامرات اللي كانوا خايفيين منها ايام شارع محمد محمود

وكمان محدش هينزل معاهم لأن الصورة هتكون صراع بين الاخوان والمجلس العسكري على السلطة

د/ أحمد حامد

الجمعة
9/12/2011



http://www.almasryalyoum.com/node/540681



http://www.facebook.com/note.php?note_id=10150282809326584



No comments:

search

بحث مخصص