ستتساءل وهل هناك إشتراكية في الإسلام ؟؟ وأليست الإشتراكية هذه من المسميات المضادة للإسلام
أليست لها علاقة بالشيوعية ؟
كيف يكون للإسلام دخل بها ؟ وماهذا التشويه للأفكار ؟
وللتوضيح فإنني في هذا المقال لست معنيا بالتطرق إلى الشيوعية أو الإشتراكية بقدر إهتمامي بترسيخ مباديء العدالة في توزيع الثروة في الإسلام وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي أشاعها الكثيرون من منافقي النظام السابق والذي هو مجرد تابع للنظام العالمي الرأسمالي التابع لأمريكا والغرب
هؤلاء الذين أوسعونا كلاما أن الإشتراكية هي أقرب للكفر ولم يبحثوا في تاريخنا الإسلامي ولا في الفقه الإسلامي ولا سنة رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام
ولايعنيني هنا الإسم بقدر مايعنيني إتهام الفكر نفسه بأنه معادٍ للإسلام وأن الإسلام بريء من هذا الفكر
لنبدأ الموضوع من بدايته ولنخرج من متاهة الأسماء ومعانيها
هذا هو التعريف المقصود بالإشتراكية والموجود على موقع ويكيبيديا على شبكة الإنترنت :http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B4%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%83%D9%8A%D8%A9
(((((الاشتراكية العلمية (بالإنجليزية: Socialism) لغة من الاشتراك، والاشتراكية العلمية هي نظام اجتماعي اقتصادي يقوم على ايديولوجيا تقول أن الجماهير العاملة من الشعوب هي التي يجب أن تمتلك وسائل الإنتاج. وبالرغم من تغير مدلولات المصطلح مع الزمن فإنه يبقى يدل على تنظيم الطبقات العاملة وتبقى الأحزاب المرتبطة به تنادي بحقوق هذه الطبقات. تهدف الاشتراكية الي مشاركة الجميع - جميع فئات الشعب - في الإنتاج والدخل القومي وبناء الدولة واذابة الطبقات الاجتماعية والمساواه بين الجميع ماديا ومعنويا وكثيرا ما يتم الخلط بين الشيوعية فكرانيا والاشتراكية كمنهج اقتصادي, فالأولي أكثر شمولية وتشددا والثانية أكثر ديموقراطية وتركيزا علي المنهج الاقتصادي وفي حين ان الشيوعيين يؤكدون أن تصب في النهاية في مبدأ الاشتراكية التي نادي بها ماركس إلا أن الاشتراكيين لا ينظرون لانفسهم علي انهم ماركسيون ويطلقون علي انفسهم دائما الديموقراطيون الاشتراكيون. ومع هذا فإن الاشتراكية العلمية كمصطلح بدأ استعماله مع ظهور (كارل ماركس) وخصوصا في خضم نقده للنظريات الاشتراكية الأخرى مثل نظرية (روبرت أوين). )))))
هو هذا التعريف : تهدف الاشتراكية الي مشاركة الجميع - جميع فئات الشعب - في الإنتاج والدخل القومي وبناء الدولة واذابة الطبقات الاجتماعية والمساواه بين الجميع ماديا ومعنويا
وقد يكون لي تحفظ على عبارة إذابة الطبقات الإجتماعية والمساواة بين الجميع ماديا ومعنويا
إلا أن مشاركة الجميع – جميع فئات الشعب – في الإنتاج والدخل القومي
هو هدف أصيل وهو مايعنيني في النهاية من كلمة الإشتراكية
1- ماذكره المستشار عبد القادر عودة في كتابه المال والحكم في الإسلام : ( بتصرف )
وأول هذه الأمثلة كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم حين آخى بين المهاجرين والأنصار وأنزل المهاجرين على الأنصار يشاركونهم في كل مايملكون
2- أيضا من كتاب المال والحكم في الإسلام :
وللحكومة الإسلامية بعد ذلك أن تأخذ من فضول أموال الأغنياء فتردها على الفقراء ولو لم يكونوا بحاجة إليها إذا اقتضت ذلك مصلحة عامة تحقيقا لقوله تعلى ( وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الإثم والعدوان )
وهذا مارآه عمر رضي الله عنه قبيل وفاته فقد أثر عنه أنه قال : ولو استقبلت من أمري مااستدبرت لأخذت فضول أموال الأغنياء فرددتها على الفقراء, وكان عمر يرى هذا بالرغم من أنه فرض لكل شخص في بيت المال حتى الأطفال , فلم تكن حاجة الغير إلى فضول أموال الأغنياء هي التي تدعو عمر إلى القول برد هذه الفضول للفقراء , وإنما رأى عمر أن ثروات الأغنياء تضخمت وخشي عليهم الترف والبطر والبطر , وخشي على الفقراء الحسد والفتنة , فود لو حسم الأمر كله برد فضول أموال الأغنياء على الفقراء , ولو طال عمره وفعل هذا لتغير تاريخ الإسلام .
1- أن المحاربين سينشغلون بالغنيمة ومشاكل الزرع والسقى عن الجهاد.
2- أن التقسيم سيحرم المسلمين من قوة العمل والخبرة الموجودة بين شعوب الأراضى المفتوحة.
3- أن التقسيم سيؤدى إلى اختلال فى توزيع الثروة حيث يعظم نصيب الفرد من المحاربين من الغنائم على حين أن غيرهم ممن لم يشتركوا سيظلون بعيدين عن هذه الثروات الطائلة.
4- أن القاعدة العريضة من الأجيال القادمة ستجد نفسها وقد حرمت من ثروات مجتمعها لاستئثار قلة بها هم ورثة المحاربين.
3 - توظيف الأموال في الوصول بالمجتمع إلى حد الكفاية، بحيث تستأصل في المجتمع الإسلامي ظاهرة الفقر النابعة من الفوارق الاجتماعية الكبيرة، فعلى الرغم من أن الله فضل الناس بعضهم على بعض في الأرزاق، إلا أنه جعل للفقير حقا معلوما في مال الغني بشكل يحقق التوازن في المجتمع تحت رعاية الدولة، فمن تعليمات الرسول -صلى الله عليه وسلم- لمعاذ لما بعثه على الصدقة أن يأخذ من الأغنياء ويرد على الفقراء. وقال عمر لعماله: إذا أعطيتم فاغنوا يعني من الصدقة (ابن حجر العسقلاني، 14101989، ج10ص551).فالمجتمع مسؤول مسؤولية تضامنية في إقامة التكافل الاجتماعي تطبيقا لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضا ثم شبك بين أصابعه))[7](محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري، 1407/1987، ج1، ص182)، ومن ثم فإن الفرد يكون مسؤولا عن المجتمع الذي يعيش فيه، لأنه جزء منه والجزء لا ينفصل عن الكل. والغاية العليا هي سعادة الكل قبل سعادة الجزء وسعادة المجتمع قبل سعادة الفرد.ولا يعترف الإسلام بسعادة تقوم على شقاء الآخرين، وعلى هذا الأساس، أجمع الفقهاء على وجوب نفقة المعسر على قريبه الموسر، وإن اختلفوا في مدى شمول الواجب لدرجات القرابة (عبد الحق الشكيري، 1408 ص78).
ويدعم ما ذهب إليه ابن حزم حديث الرسول-صلى الله عليه وسلم- : ((ما آمن بي من بات شبعان وجاره إلى جنبه جائع وهو يعلم)) (أحمد بن غنيم بن سالم النفراوي المالكي، سنة 1415، ج2 ص236)، وفي حديث آخر: ((أيما أهل عرصة بات فيهم امرؤ جائعا فقد برئت منهم ذمة الله))[8] (علي بن أبي بكر الهيثمي 1407، ج4، ص100).
وفي ضوء هذه النصوص، يكون هدف أهل الحل والعقد، هو السعي إلى تحقيق التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، وكفالة أصحاب الحاجات والمعوزين على أساس الحق العام للأفراد في المشاركة والاستفادة من ثروات الطبيعة تطبيقا لقوله - تعالى -: (خلق لكم ما في الأرض جميعا)
في حين أن لهؤلاء حق أصيل في توزيع ثروات البلاد وأن هناك قواعد لفرض الضرائب تحمي فقراء الشعب من أن يزدادوا فقرا
وتحجم الأغنياء من أن يزدادوا غنى كما في الآية ( كي لايكون دولة بين الأغنياء منكم )
خاصة حين يذكر البعض أنه لم يكن لهم تحفظ على سياسات مبارك الإقتصادية إلا من واقع الفساد وفقط مع العلم بأن سياسة نظام مبارك الإقتصادية هي التمثيل الحقيقي للرأسمالية العالمية
وإذا كان هؤلاء بإدعائهم يدعون أن الإشتراكية هي ضد الدين فهل الرأسمالية المتوحشة التي تنتهجها البلاد حاليا هي من الدين ؟؟؟؟!!!! وهل هي موافقة للشرع ؟؟؟؟؟؟ !!!!!
وأسأل هؤلاء الذين ينادون بتطبيق الشريعة الإسلامية ماهو مفهمومهم لتطبيق الشريعة الإسلامية
وهل هناك من يطالبون حقا بتطبيق معاني الشريعة الإسلامية الحقة دون أن يعلموا كما خرجت جموع الشعب المصري تهتف من أجل الكرامة والحرية والعدالة الإجتماعية
وهذا هو من المعاني السامية التي نادى بها الإسلام
ومع هذا فهناك من يفصلون بين هذه المعاني والمطالبات وبين تطبيق الشرع وكأن تلك المعاني ليست من الشرع وليست من الإسلام
وحيث أنني بصدد التكلم في العدالة الإجتماعية وعدالة توزيع الثروة فهل يتشجع بعض هؤلاء ليخرجوا إلى الناس ليطالبوا بما طالب به العز بن عبد السلام ؟؟
وليتبنوا في برامج أحزابهم الإسلامية مافعله النبي عليه الصلاة والسلام ومافعله صحابته الكرام ومافعله عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز وغيرهم من توزيع الثروة وعدم إلجاء أفراد الشعب إلى الحاجة وإلى إنتظار الصدقة والزكاة بالرغم من أن لهم حق أصيل مهدر وضائع ومسروق ومنهوب ومخبوء في ثروات هذه البلاد
( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون )
يرجى مراجعة كتاب :