مشكلة المنظومة الصحية في مصر : محاولة للبحث في التشخيص والعلاج

محاولة عمل عصف ذهني لمعرفة مشكلة المنظومة الصحية ومحاولة حلها 

1- لايخفى على أحد مدى مستوى تردي الرعاية الصحية الذي وصلت إليه المنظومة الصحية في مصر هذا التردي يتمثل في جزئين :

 أ- الجزء الأول هو :تردي الخدمة الصحية الحكومية المقدمة في مستشفيات وزارة الصحة والتأمين وحتى 

المستشفيات الجامعية وتردي الإمكانيات وتردي المستوى العلمي والمهني للكثير من الأطباء خاصة في مستشفيات وزارة الصحة 

نظرا لضعف التدريب وضعف الإمكانيات 

ب- الجزء الثاني هو : تحول الطب في مصر والرعاية الصحية في مصر إلى تجارة وإلى بيزنيس يتاجر به 

المتاجرون ويقوم رجال الأعمال بإستغلال حال الصحة السيء في تقديم خدمة صحية فندقية بأسعار فلكية بالرغم 

من أنها لاترقى أيضا كثيرا إلى جودة الخدمة الصحية عالميا 

ويشارك في هذا الإستغلال أيضا : الكثير من كبار الأطباء الذين وصلت أسعار كشوفهم إلى أرقام كبيرة وخاصة أساتذة الجامعة الذين يقوم الكثير منهم بإحتكار تعليم شباب الأطباء 

2- وفي ضوء هذا الوضع المغلوط  أصبح أمام المريض في مصر أحد خيارين : 

إما أن يكون معه القدرة المادية الكافية لكي يحظى برعاية صحية متوسطة الحال إذا أحوجته الظروف لذلك سواء كان قادرا على ذلك أو أن يدفع كل مدخراته في سبيل العلاج 

أو أن يرضى بالمستوى المتدني للعلاج في مستشفيات وزارة الصحة إذا كان لايملك المال الكافي وأن يتحمل 

سوء الخدمة الصحية المقدمة وضعف الإمكانيات 

3-

 وانطلاقا وقياسا على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : ( الناس شركاء في ثلاث : الماء والكلأ والنار ) وهو أن الأشياء الضرورية لحياة الإنسان لايجوز فيها أن تكون معرضة للبيع والشراء ومعرضة لإحتكارها من قبل فئة معينة لكي يحصل عليها فقط من يستطيع أن يدفع أكثر 

قياسا على هذا الحديث نستطيع أن نضم الصحة وحق المواطنين في رعاية صحية متساوية إلى هذه الحقوق التي لايصح أن تباع وتشترى وتكون معرضا للمتاجرة بهذا الشكل الفج 

ولكي نغير هذا الوضع السيء والمتردي للصحة لابد لنا من أحد خيارين : 

أ- الخيار الأول : هو أن تتوفر الإرادة السياسية لإصلاح المنظومة الصحية وتطوير الرعاية الصحية وجعلها 

حقا آدميا لكل المصريين دون تفريق ودون أن تكون الخدمة الصحية مرهونة بمن يملك مالا أكثر 

ولإنشاء رقابة أكثر على المستشفيات الخاصة والعيادات الخاصة ومدى مطابقتها للمواصفات سواء في الخدمة 

المقدمة أو في مناسبة هذه الأسعار لما يتم تقديمه من رعاية صحية 

ب- الخيار الثاني : هو أن يتكون ضغط شعبي من الأطباء والمرضى والحركات والقوى المجتمعية المطالبة في 

النهوض بالخدمة الصحية والإعتراض على الوضع الحالي ومستواه 

4- بتقييم الوضع الحالي من وجهة نظري ففي ظني أنه لاتتوفر الإرادة السياسية اللازمة لتغيير وضع الصحة في مصر ومستواها ومستوى مقدميها إلا لو تم إجبار هذه الإرادة على القيام بذلك إما :

 أ- بضغط سياسي عن طريق القوى والأحزاب والحركات السياسية وهو أيضا غير متوفر حاليا 

أو 

ب- بضغط شعبي عن طريق ضغط الأطباء والمرضى وحركات المجتمع المدني 

5- إذن لايوجد أمامنا إلا الضغط الشعبي ولكن مشكلة هذا الاختيار هو انه يوجد منافذ اخرى للتنفيس سواء 

للمرضى او للاطباء تتمثل في : المستشفيات والمستوصفات الخاصة اللي بيشتغل فيها الاطباء وبيعتمدوا عليها بشكل اساسي وايضا بيعتمد عليها المرضى والطبقة الوسطى اضافة الى العيادات الخاصة وبالتالي فهم راضون بهذا الوضع المشوه وقاموا بتكييف أوضاعهم عليه 

6- أيضا  لم تقم ثورة حين كان يتم تعذيب وبهدلة الطبقة الدنيا من الشعب او فئة معينة لان مثل هؤلاء ليس لهم صوت 

ولا يستطيعون تشكيل الكتلة الحرجة ولايمتلكون ادوات التغيير 

ولكن قامت ثورة حين تم المساس بالطبقة الوسطى والعليا التي تمتلك مثل هذه الادوات 

وحاليا فالطبقة الوسطى لاتتعالج في مستشفيات وزارة الصحة وانما هي موزعة بين مستشفيات التأمين الصحي 

والقطاع الخاص وتعاقدات الشركات المختلفة مع المستشفيات الخاصة 

7- الحلول المطروحة ومطلوب محاولة إضافة أي حلول أخرى مناسبة : 

أ- انشاء هيئة مستقلة حقوقية غير حكومية مكونة من خبراء في الصحة والجودة من غير ذوي المصالح أو 

أصحاب أي نشاط خاص  تكون مهمتها تطبيقمعايير الجودة العالمية سواء على المستشفيات العامة أو الخاصة أو العيادات وإغلاق المخالف منها لحين موافقتها للمعايير المطلوبة 

كما تكون من مهمتها أيضا الرقابة على أسعار الخدمات الصحية المقدمة في القطاع الخاص ووضع معايير 

وحدود لهذه الأسعار منعا للمبالغة في أسعار الكشوف الطبية 

ب- تفعيل دور القطاع الخاص في علاج الحالات الحرجة تبعا للقانون خاصة في وجود أي إضراب في أي مستشفى 

من المستشفيات الحكومية 

ج- عمل حملة وخط ساخن لإغلاق كل المستشفيات التي تقوم بتقديم خدمة صحية دون المطلوب وتكوين فريق من 

المحامين لرفع قضايا على وزارة الصحة وعلى مديري المستشفيات والإدارات بصفتهم في حين وجود أي 

مخالفة تحصل في المستشفيات وخاصة في المستشفيات العامة 

مطلوب إيجاد أي حلول أخرى قد تساهم في إصلاح وضع الصحة بزيادة ميزانية وزارة الصحة وإقرار كادر لكل الطاقم الطبي وإصلاح النظام الصحي وتطهيره 

أرجو المساعدة في محاولة إيجاد أي حلول أخرى ممكنة 

د/ أحمد حامد 

السبت 21-7-2012 

asc405@yahoo.com

0111/3525718