Monday, April 7, 2008

قراءة لأحداث 6 إبريل


قراءة لأحداث 6 إبريل


بعد مرور هذا اليوم بكل مافيه من أحداث وبكل مافيه من علامات استفهام واختلافات في الآراء وفي المواقف

أجد أنه من الواجب أن نتوقف ونحاول أن نستفيد مما حدث ونحلل تحليلا منطقيا نخرج منه بما يفيدنا في المستقبل

في هذا اليوم اتضحت مواقف كثير من الجهات أو لنقل أجبرت على أن تتخذ موقفا إما بالسلب أو بالإيجاب وتميز في هذا اليوم كلا الفريقين
فقد فرضت أحداث هذا اليوم نفسها على الجميع وأحرجتهم وفرضت عليهم الإختيار والإنضمام إلى أيا من المعسكرين


أبدأ بموقف الشرطة وموقف الحكومة من الإضراب :

للأسف ساهمت الشرطة وساهمت الحكومة في الدعاية الشديدة للإضراب ولتكبيره بطريقة أكبر بكثير من حجمه وهي إن كانت قد أرادت أن تفشل الإضراب إلا أن إفشال الإضراب ليس هدفا في حد ذاته بقدر ماهو وسيلة لتهدئة المواطنين
وبالتالي فإنه كما يقال في الأوساط الطبية : العملية نجحت والمريض مات

حولت الشرطة الموقف إلى حرب ضروس وكأننا مقبلون على حرب شعواء
وكان من الأجدر التعامل معه على قدره العادي

فما المانع أن يتم السماح للعمال بالإضراب في المصانع كما تم قبل هذا ولماذا تم منعهم وتم إستفزازهم بل وإستفزاز جميع سكان بلدة المحلة بل وتوسيع مسرح التعامل بدلا من تضييقه
ولو تم السماح لهم بالإضراب
وتم التعامل بحكمة مع المظاهرات التي تمت لما أدى إلى هذه الفوضى وهذه الأحداث التي أضرت بالجميع وحولت الأمر من مجرد مطالبة بالمطالب إلى إحساس بالقمع وإحساس بالظلم وتصاعد مشاعر الغضب والرغبة في الإنتقام بدلا من التهدئة

نعود ونرجع إلى أسباب هذه المظاهرات والإضرابات وهو في المقام الأول الحكومة بسياساتها الغريبة
وبعدم إستماع مسؤوليها لأيا من النداءات المتواصلة ومواصلتهم المسير قدما في عدم إعطاء المواطن أي قدر من الإحترام أو إشعاره بأنه شريك في هذا الوطن
بالإضافة إلى حالة الغلاء والفقر الشديد مقارنة بالغنى الفاحش للبعض
كل هذا أدى إلى تكون بيئة خصبة لكل هذه الأحداث

نعود إلى موقف الأحزاب والقوى المختلفة التي أيدت أو عارضت أو لم تشارك
في هذا اليوم تم كشف الأقنعة عن جميع القوى ومعرفة نوايا كل فريق على حقيقته فهذا اليوم كان بمثابة الإختبار الحقيقي وبمثابة تمييز الناس من منطلق : أنت معانا واللا ضدنا
وتم فيه تمييز الخبيث من الطيب

أبرز من لم يشارك هم الإخوان وهم بهذا الموقف يكسبون أرضا ويخسرون أخرى فهم يريدون أن يتنصلوا من التهمة التي تلصق بهم دوما بأنهم محظورون كما أنهم لايريدون أن يفرض أحد عليهم أي موقف بل هم الذين يفرضون على الآخرين عملا بمنطلق منطق القوي وهو نفس الفخ الذي وقع في الحزب الوطني والحكومة
الإخوان حاليا يفصلون أنفسهم عن المجتمع ويتعاملون من موقف أننا مع الشعب في مطالبته بحقه وفي الإضراب وكأنهم ليسوا من الشعب وكأنه دولة أخرى غير دولتهم
وهم في هذا قد اختاروا مصلحتهم على مصلحة الشعب فكل النداءات كانت تناديهم بأن ينضموا إلى الشعب الذي طالما نادوه أن يساندهم فلما قام وناداهم إذا هم يتخاذلون
وبالتالي فإن هذا الموقف وإن كان قد جنب الإخوان متاعب الإعتقالات والمصادمات ومهاجمتهم وتحملهم لعبء حمل ذنب المشاركة وتحميلهم لمسؤولية ماحصل وما قد ينتج عن هذا من مزيد من الإعتقالات إلا أنهم سيخسرون قطاعا عريضا ممن يؤيدهم وممن ينضم إليهم وسيفتح عليهم بابا للإنشقاق
فهم إن لم يكونوا مع مطالب الشعب إذن فبماذا يطالبون
وهذا اليوم قد فرض عليهم الإختيار وفرض عليهم الإعلان الواضح عن موقفهم ومعرفة ماذا سيحدث منهم حين يشتد الخطب

إلا أن هذا الموقف قد يكون له بعض الفوائد وهو تخلص من قام بهذه الإضرابات والمظاهرات من تهمة أنهم محرضين من قبل الإخوان أو أنهم إخوان أو أن لهم أهدافا سياسية وغير ذلك من الإتهامات
فهذا الإحجام قد قلل كثيرا وقطع الطريق عليهم من الصاق التهم التي اعتادت الحكومة على إلصاقها بأي شخص يحاول ان يعبر أو يقول رأيه


بقي أن بعض الأحزاب الأخرى اختارت أن تبقى بعيدا عن شعبها واكتفت بالبرج العاجي الذي يعيشون فيه وبالشعارات الرنانة التي عفى عليها الزمن وبالتالي فقد اختاروا هم بأنفسهم أن يدفنوا أنفسهم في الرمال وأن ينزووا عن شعوبهم ولا يستغلوا الفرصة التي قدمت لهم على طبق من فضة وهذا الموقف هو الذي يبرر إحجام المواطنين عن المشاركة في الأحزاب السياسية فهي بعيدة كل البعد عن نبض الشارع ولاتعبر عنه بأي شكل من الأشكال
وبالتالي فإن المواطن العادي وحتى المثقف لايرى في أيا ممن هو مطروح على الساحة السياسية أملا في أن يحس بما يشعر وإنما هو يسمع منهم إن حاولوا أن يكلموه أصلا بعضا من الشعارات التي لا يفهم معناها ولا يحس بها والدخول في متاهات القوانين والسياسة بعيدا عن مطالبه البسيطة وحلولها الأبسط والتي تلخص كل مايشعر به ومايريده


ثم نأتي أخيرا إلى من شاركوا في هذا الإضراب
فهؤلاء قد كسبوا تعاطف الشعب وتأييده وكسبوا أرضية خصبة قد تساهم في رفع أسهمهم إن أحسنوا استخدام ماقد كسبوه
خاصة في ظل أنهم قد تحالفوا مع حليف هو أقوى منهم وهم عمال المحلة وسكانها فأخذوا من قوته أكثر مما أخذ هو منهم

إلا أنهم بالطبع قد دفعوا ثمن هذا الإختيار من إعتقالات وإنتقادات خاصة في ظل ضعف كثير منهم وقلة عددهم إلا أنهم إن خرجوا منها سالمين فستعد مكسبا لهم
مع إعتقاد البعض وأخذ فكرة أنهم من هواة الإثارة دون هدف واضح أو أهداف واقعية ومنطقية وبالتالي فقد يحسب عليهم التهور وعدم حسبانهم لعواقب الأمور

نأتي إلى عامة الشعب وهو كماهو مازال متفرجا يتفحص في وجوه المشاركين ويمتحن نواياهم مع أنه قد يتعاطف مع بعضا من هؤلاء أو هؤلاء إلا أنه يبقى في النهاية وكأنه أمام فاترينه يتفرج ويختار ولايعجبه شيء من كل ماهو معروض
بالرغم من أن كل ما يقال وكل هذه التصارعات هي حول مشاكله وحول محاولة كسب تأييده إلا أنه لم يجد حتى الآن البديل الذي يرضيه ومازال متوجسا ومؤثرا للسلامة بدلا من النزول في معركة لن تفيد من وجهة نظره على الأقل في القريب العاجل

عمال المحلة وشعبها :
هم رهان الوطن وهم رجاله وهم من تولوا قيادة المعارضة وسحب البساط من كل الثرثارين أصحاب الشعارات
وهم من صنعوا قدوة لباقي فئات المجتمع وتحملوا مسؤولية هذه القيادة ولم يتخلوا عنها في وقت الشدة

فقد أعلنوا عن رفضهم بإبتكارهم صورة من أرقى الصور وهي الإضراب وكانوا أرقي في تفكيرهم وفي حلولهم من الحكومة ومن أحزاب المعارضة ومع هذا الرقي فهو يتميز بالقوة
التي حينما فرضت عليه القوة ومنعوا عن التعبير برقي عن مطالبهم فإنهم قد أظهروا عن قوتهم وعن تمسكهم بموقفهم وأن موقفهم كان عن رغبة في الإصلاح وليس في التخريب
وإذا تخلى الآخر عن لباقته ويفرض عليهم النزول إلى مستوى معين فإنهم سيتخلون هم أيضا عنها


تبقى بعض الردود حول من أيد ومن عارض إضراب 6 إبريل

بعضا ممن عارض يريد أن يحدث تلبية للمطالب بين عشية وضحاها وإلا فإن الموضوع فاشل وغير مفيد ولاينظر هؤلاء إلى أن هذه الأحداث هي بداية تغيير لتفكير الشعب وهي بداية لتكون قوى جديدة وتوازنات جديدة ستفرض نفسها على الجميع

البعض تحدث عن أن هذه الإضرابات ليست لها أهداف واضحة أو مطالب محددة
وللأسف فإن هذا الرأي سطحي للغاية
فمطالب العمال كانت ولاتزال واضحة ومحددة والتضامن معهم هو إعتراض على الحال العام من غلاء وعدم سماع للرأي الآخر وإستبداد بالرأي
ولذلك فإن من يقول هذا الرأي هو في الأصل لايعايش الواقع ولايعايش هموم المصريين حتى وإن كان مهموما مثلهم


البعض تحدث عن أن هذا الإضراب فوضوي وليس له فائدة
وأنه سيؤدي إلى التخريب دون أي فائدة ولن يحقق أهدافه

إلا أن ماحدث يدل على أن هذه الفوضى هي فوضى خلاقة وأن الفوضى ليست فوضى مطلقة وإنما هي فوضى بقدر ماهي إتاحة للجميع بأن يشارك وهي فوضى بقدر بساطتها في المطالب التي تدعوا إليها والتي لاتحتاج إلى تنظيمات وترتيبات وماإلى ذلك

يتبقى فئة هي من أكثر من أغاظني
وهم فئة من خرجوا يقولون أن الإضراب حرااام وأنه مخالف للشرع

وللأسف فإن هذه الفئة على قلتها ودنوا صوتها إلا أنها من أشد الفئات خطرا على المجتمع كله

فهي لاتتكلم إلا حين يتحرك الناس بإيجابية ولا يوجدون أي بديل ثم أنهم لايكملون أي إنكار لأي منكر آخر وإنما هم فقط واقفون لمن يريد الإصلاح
ويستدلون بحجج واهية وبأدلة يقال عنها كما قال عنها علي بن أبي طالب كرم الله وجهه : كلمة حق أريد بها باطل

فهم يتعاملون مع الموقف من سطحية شديدة ويلصقون التهم فيمن يحاول أن يصلح
ليدل موقفهم هذا على سوء نية مضمرة بدلا من أن يحاولوا أن يوجههوا وأن يقوموا تجدهم يمنعون فقط إما طلبا لود مسؤول أو طمعا في منصب
وإما ضيقا منهم بأن يقوم أحد ويغير
فهم لا ينشطون للإصلاح ولايريدون من أحد ان يقوم للإصلاح
وقياساتهم فاسدة وغير صحيحة

فمن قائل يقول إن الإضراب سيضر بمصالح المواطنين وهذا حرام
ولو فكر سيادته قليلا لعلم
أولا أن الإضراب حتى وإن ضر فإن هدفه في النهاية هو المنفعة وضرر قليل يعقبه منعة كبيرة خير من ضرر مستديم
فالطبيب يشق بطن المريض لإجراء عملية وهو في هذا يضر المريض ولكنه ضرر لابد منه لعلاج مرض ما وهذا هو الحال

ثم إنه حسب إحصائية منشورة فإن متوسط عمل الفرد هو 27 دقيقة
وكون من يتكلم يتاجر بهذه الدقائق وأن الإمتناع سيؤخر البلد 1000 سنة إلى الوراء هو نوع من الزور والبهتان والإفتراء
وكم عدد الأعياد والأجازات التي يتوقف فيها الشعب عن العمل
وكم هو أصلا كم التعطل والتأخر الذي يصيب المواطنين في المواصلات وبسبب الروتين والفساد والفقر والذي يحاول هذا الإضراب وأمثاله أن يحاربوه

وهو في النهاية إضراب سلمي لن يؤدي إلى ضرر بقدر ماهو تعبير عن رأي ومحاولة لإيصال صوت

وبالتالي فإن إدعاءات البعض بأن هذا يضر بمصالح المواطنين وأنهم ضد التخريب إنما يعبر عن سوء نية متعمد وإفتراء ورغبة في إلصاق التهم
بدلا من الوقوف مع الضعيف وبدلا من قول كلمة الحق
ويرحم الله العز بن عبد السلام وأحمد بن حنبل وغيرهم من العلماء
والذين لو سمعوا مايقوله هؤلاء ومايفعلونه لتبرؤوا منهم

وفي النهاية فإن أحداث 6 إبريل إنما هي بداية جديدة وكشف لحقائق ولمواقف كثير من الجهات
وكشف لطريقة تفكير فئات مختلفة وكيفية نظرتها للأمور وهي أيضا تنطوى على خسارة لكل الفئات المشاركة فيه كما تنطوي على بعض المكاسب السريعة الأجل والبعيدة الأجل






7 comments:

la3lahakhier said...

تحليل مميز فعلا

ليهات said...

الله يخليكي بس ايه رأيك في اللي عمله الاخوان هل صح واللا غلط
؟؟؟

la3lahakhier said...

بص انا اسفة بس انا مش بحب الاخوان ولى معاهم مواقف سيئة جداااااااااااااااا
اظهرت جوانب كتير مالهاش اى علاقة بالدين الحقيقى
انا مش سياسية ولا بحب السياسة لكن لى راى الخاص فيهم لا احب الجهر به
لكن لااتمنى ابدا ابدا ان يمسكوا الحكم وبرضه انا مش مع اللى بيحصل
ومش مع حبس الناس وبهدلتهم
مجرد رأى ماكنتش احب اقوله بس انت اللى اصريت والحيت

محمود المصرى said...

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد اذن حضرتك , هو مين تحديدا اللى اصبح هو صوت الشعب المصرى ويتكلم بلسانه وصارت دعوته باسم كل الشعب ؟ ممكن حضرتك تقولى ازاى بتعتبر ان الدعوة للاضراب دى دعوة صادرة بأسم الشعب كله واللى مايشاركش فيها يبقى خاين للشعب بينما انت نفسك قلت فى نفس الموضوع ان عامة الشعب كانت متفرجة ؟
خيانة الشعب يا عزيزى تكون بالتخلى عن حقوق الشعب ومخالفة مبادئه , اما الاختلاف مع آليات الوصول للحقوق فهذا لا يندرج تحت الخيانة لكن التباين فى الرأى .
وبالتالى لا محل للأتهامات بالخيانة ولا محل ايضا لمصادرة صوت الشعب والتكلم بأسمه .

ليهات said...

ياعزيزي اولا اللي بيحدد صوت الشعب هو الشعب نفسه
هل مثلا تستطيع ان تنكر أن الشعب يكره الحزب الوطني ولا يؤيده ؟؟؟ طيب اذكر من أين استنتجت هذا الإستنتاج من نبض الشارع الواضح

عاوز تعرف ليه الشعب كان مع الاضراب حتى لو مااضربش زي مافيه كتير بيأيدوا الاخوان حتى لو لم يكونوا من الاخوان
سهلة جدا
شوف التعزيزات الامنية كانت عاملة ازاي والتنبيهات والتحذيرات دي لوحدها اعتراف من الدولة ان الشعب هيستجيب واللي حصل فعلا انه حصلت استجابة بنسبة غير معروفة وغير متفق عليها
مع ان الاضراب حصل في ظروف غير عادلة لان التنبيهات والتحذيرات كانت شديدة والشعب المصري بطبعه خوااف

الخيانة للشعب
اولا انا ماقلتش خيانة انا قلت خذلان وهناك فرق

ثانيا
نعم الشعب كله كان نفسه ان الاخوان والاحزاب تطلع
ايا كانت بقى مبررات الرفض
وقد اتفق معك في بعضها وقد نختلف يعني ساعات اقول عندهم حق انهم رفضوا الانضمام لو كان من منطلق مصلحة الاضراب نفسه ومصلحتهم لكن طبعا انا عارف بنسبة 80 % ان سبب اتخاذهم القرار هي اجندات اخرى غير انها تكون خوفا على الاضراب من ان يتهمه بأنه اخوان او انهم يتهموا انهم المحرضين
لانهم دفعوا في حاجات هي اقل اهمية من وجهة نظر كثيرين من المثقفين وعامة الشعب
دفعوا الكثير في سبيل الانتخابات والذي في رأي الكثيرين ان الاضراب اهم واقوى
واكثر تجنبا للمواجهة والخسائر
وأرجو الا يتم الخلط بين الاضراب العام وبين ماحصل في المحلة فما حدث في المحلة كان سببه الامن في المقام الاول

نعود لمسألة الآليات حين تكون هذه النسبة من التأييد وتكون هذه النسبة من خوف الحكومة من الاضراب وتكون هذه النسبة من الحماس والضجة الاعلامية
ونقول في النهاية ان الشعب لايؤيد الاضراب فهذا دفن للرأس في الرمال
ينبئك عن هذا قيام فئات مختلفة بالاضراب اكثر من 200 اضراب

وبالتالي فان هناك تأييد شعبي ودي قضية منتهية
حكاية ان الشعب متفرج نعم قلوبهم معه وسيوفهم عليه كماقيل ولكن النسبة النشطة والتي نشطت اكثر بكثير من المتوقع

حكاية الاليات والاختلاف فيها

فدي مثلك كمثل الحكام العرب في مسالمتهم لاسرائيل وان بالهداوة كل حاجة هتيجي وهنحقق النصر وان المفاوضات هتجيب نتيجة
فلماذا تعيبون عليهم اذن ولماذا لاتلتفون خلفهم
وان الفرق بيننا وبين الحكومة هو اختلاف في الاليات
الاليات هي انعكاس لمبادئ وهي انعكاس لاعتقاد وقيم وحماس وغضب

هذا في ضوء المحاولات المستمرة للاساليب والاليات التقليدية والتي اثبتت فشلها مثلها مثل التفاوض مع اسرائيل الذي اثبت فشله

وشكرا

وشاكر جدا بردك ومتابعتك ومنتظر ردك

محمود المصرى said...

بسم الله الرحمن الرحيم

بالنسبة لرفض الاشتراك انا بصراحة فى الكام يوم اللى فاتوا تكلمت فى عدد من المدونات بهذا الخصوص ووضحت وجهة نظرى بأستفاضة , وهاحاول اوضح مرة اخرى الان .

اولا لابد ان نفرق بين رفض الاشتراك فى الدعوة للاضراب ورفض الاشتراك فى الاضراب نفسه , الاخوان رفضوا الاشتراك فى الدعوة لكن لم يرفضوا الاشتراك فيه , ,تركوا مسألة الاشتراك فيه لحرية كل شخص , يعنى قالوا اللى عاوز يشترك يشترك واللى مش عاوز مايشتركش .
ودا لأن اى حركة لها منهج ورؤية سياسية متكاملة - سواء تتفق او تختلف معها - لابد ان تتحرك فى اطار برنامج متكامل عند اتخاذ اى خطوة شعبية , يعنى لابد ان يكون معلوم الدوافع السياسية للتحرك والغايات السياسية التى يراد الوصول اليها من هذا التحرك , والخطوات التصعيدية ووالتالية فى حال فشل التحرك , وان تكون كل هذه الامور متوافقة مع رؤيتها ومنهجها .
نأتى للدعوة للاضراب
الدعوة للاضراب نفسها كان فيها من الاضطرات ما فيها , يعنى الدعوة بدأت تحت شعار التضامن مع اهل المحلة , وبعد شوية اصبحت علشان الغلاء والاسعار والاجور , ومرة اخرى طالبت باقاله حكومة نظيف , ومثل هذا الاضطرات يحتم فشل التحرك حتى ولو لاقى قبول شعبى .
وانا احب اوضح لحضرتك ان كل المطالب من الاضراب كما ترى حضرتك مطالب آنية , ودا اكبر خطأ فى الاضراب , لأن هذه الامور كلها اعراض لمشاكل اكبر واعمق تتمثل فى فساد ادارى ومالى وفساد سياسى واستبداد ادى بدوره لغياب الرقابة على الحاكم والرشوة والمحسوبية التى ادت الى اتخاذ قرارات اقتصادية وسياسية لا علاقة لها بالمصلحة العامة , فلما تعالج مشكلة ماتعالجش اعراضها فقط , لكن تعالج المرض نفسه وبالتالى الاعراض هاتختفى , ولما تعمل تحرك شعبى زى الاضراب لازم يكون من اجل هذه الاهداف الاشمل والاوسع والواحد لما بيروح لدكتور علشان عنده سخونية او كحة الدكتور بيعالج المرض المسبب لها يعنى يعالج نزلة البرد نفسها , انما هايعالج اعراض شوية وهاتلاقى المرض اصبح التهاب رئوى , كذلك فى حالتنا هذه , الحكومة ممكن تتخذ اجراؤات وقتية تزيل المشكلات بصورة مؤقتة , فترفع الاجور مثلا وتضطر بعد ست شهور انك تتحرك تانى علشان تزود الاجور تانى لأن الاسعار ارتفعت اكتر فكأنك ماعملتش حاجة .
بالنسبة لمسألة نجاح الاضراب من عدمه
انا اقول ان الاضراب نجح فى اظهار مدى تجاوب الناس مع الحركات المعارضة , وعاوز اقولك حاجة ان الاخوان لما بيعملوا مظاهرات علشان المحليات او فلسطين الناس بتتجاوب معاها بنفس درجة التعاطف , لكن علشان المظاهرات فيها اعتقالات وضرب وما لا يحبذه الكثيرون فلا ينضموا , لكن الدعوة كانت البقاء فى البيت ودى حاجة سهلة على كل واحد , لكن لما نيجى نحكم على نجاح تحرك او فشله فأحنا لازم نحكم من منطلق مدى تحقيقه لأهدافه , هل حضرتك شايف انه حقق هذه الاهداف؟ هذا بغض النظر ان حتى الاهداف لو تحققت بصورة كاملة وشاملة فهى اهداف وهمية يعنى هاترجع هذه المشكلات مرة اخرى وبصورة اشد قسوة وتوحشا .
اتمنى انى اكون وضحت الصورة بغير اجتزاء او اخلال .
تحياتى
ياريت لو حضرتك تحذف مسألة ال word verification

ليهات said...

اولا شاكر لتاني مرة لحضرتك انك قريت كلامي وكماان رديت

ثانيا
تم حذف مسألة ال verification
دي معلش ماكنتش واخد بالي منها

ثالثا هامسك كلامك نقطة نقطة

1- رفض الاشتراك والدعوة إليه دي حكاية مايعة لييه؟؟

لأنه أولا هم كانوا عاوزين كمان يقولوا للناس ماتعملوش اضراب وماتشتركوش فيييه لييييه يعني
دي كانت هزلت
طبعا السقف مختلف ايوة انا عارف الفرق والناس بتعيب لما واحد يبقى هو اللي متحمس وييجي في ده مايتحمسش مع انه نظرا للي بيعمله ويقوله مفروض يبقى اكتر واحد متحمس
والناس فاهمة ايه الفرق وبرضه ده بالنسبة لهم عذر اقبح من ذنب

لانهم لا طالوا لا ده ولا ده وبالتالي اتهاجموا من الاتنين وبرضه الحكومة هتحاول تشيلهالهم او حتى تستغلها فرصة

المنهج والكلام ده ان لم يكن نابع من نبض الشارع ومن احتياجات الشارع يبقى خلاص
وللأسف الرؤى السياسية بتاعت الاخوان للأسف مايعة في كل حاجة سواء في الدين أو في السياسة
وانا توقعاتي إنهم عمرهم ماهيوصلوا وإنهم مقبلين على فترة جديدة من الإضطهاد إن لم يأخذوا حذرهم

والرد على النقطة دي متداخل مع النقطة اللي بعدها


2- اؤيدك في ان الدعوة نفسها كان فيها اضطرابات ولخبطة وده يمكن مصدر قوتها وانا لسه شايف تقرير عن ثورة فرنسا وازاي انها بدأت بنفس الطريقة بالظبط

يعني انا متفق معاك ومتضايق ان اهتمام الناس بس بالغلاء والاكل والمعيشة وخلاص
بس دي البداية لان دي اللي هتقوم الناس يعني الباقي طول ماالعملية ماشية اهم صابرين لكن لما توصل للحد ده الكل بيقوم وبياخد كله معاه

والمطالب الآنية دي هي البداية ماينفعش من الأول تطلب مطالب كبيرة لا واحدة واحدة عشان اولا تضمن اقل كم من المواجهة ومن الاختلاف لكن لو قلت حاجات تانية هيتقال حاجات كتير زي مابيتحاول يتقال فعلا
وبالتالي هي بتبدأ كده والمفروض ان لو فيه معارضة حقيقية والاخوان ناصحين انهم يستغلوا الحكاية دي مش مايشاركوش فيها

لان ببساطة الامور البسيطة دي متداخلة مع السياسات الكبيرة والمستقبلية والآجلة كله بيصب على بعضه ومش هيقدر يلبي الطلبات البسيطة دي من غير ديمقراطية ومن غير سماع للحلول ومن غير فساد ومن غير معارضة لسياسات مفروضة كلها متداخلة مع بعض وبتلاقي ان دي بتوصلك لحاجات تانية غصب عنك ومادام الناس اتحركت خلاص

حتى لو هديت شوية مهما حصل فاللي هيحصل مجرد مسكنات ولكن في النهاية ان لم يحدث تغيير كلي يبقى كل ده مش هينفع وبالتالي اصبر عليها لم تستوي واهدى عليها

ممكن سنة سنتين اكتر اقل
بس التاريخ بيقول ان الوضع ده مش هيستمر يعني
لا في تاريخ مصر ايام الملك ولاقبل كده ولا تاريخ فرنسا ولاغيرها

ولاحظ ان المطالب كانت من سنة مختلفة وكل مدى ماالناس بتتشجع اكتر يعني ماكانش حد الاول بيطالب بإقالة نظيف دلوقتي تعالت الاصوات والكل اتشجع وده اهوه كان من كام شهر تدخل في السياسة وهتقول الناس مابتطالبش باقالة نظيف ليه

شوف الوضع تطور ازاي

اصبر بقى لما كام واحد ييجي ويتقال ومايحصلش تحسن
وشوف المطالب هتطور ازاي


الفكرة ان المطالبة بالباقي مفروض كانت وظيفة المعارضة والاخوان اللي ماقدروش يستغلوا الفرصة ويوعوا الناس ماهو ماينفعش الناس هي اللي تيجي وتقول على السياسات
كان من المفترض انه يكون فيه قائد يقود ويطالب ويوجد الحلول تحت ضغط الناس دي

لكن اللي حصل ان كل المعارضة خافت وتخلت عن الحركة يمكن يكونوا صح لانهم كانوا هيتبهدلوا بس الخلاصة انهم خافوا من المواجهة والله اعلم هل ده بسبب مباديء واختلاف في الاغراض او ان الامر لايعنيهم ام انهم زي ماانا باقول لمصلحة الاضراب نفسه ولمصلحة الناس وانهم كده خدموهم اكتر من لو شاركوا وانهم مستنيين لما الحكاية تستوي الله اعلم

لكن الخلاصة ان احنا قربنا نوصل لنهاية الطريق وعلى الكل ان يراجع مواقفه ويحسبها صح والا هيضيع
حتى الاخوان نفسهم هم مبسوطين بعددهم وبقوتهم الوهمية لكن وقت الجد لو خسروا الناس ممكن تيجي على دماغهم

search

بحث مخصص