Monday, June 13, 2011

مصلحة الثورة وغنائم أحد حتى لايكرر الإخوان خطأ " انصرفوا راشدين "





مصلحة الثورة وغنائم أحد

حتى لايكرر الإخوان خطأ " انصرفوا راشدين "

د/أحمد حامد

0117618422

Asc405@yahoo.com

1- بداية يلاحظ أن أي محاولة لنصح الإخوان ومحاولة توضيح أن هذا السلوك الذي يأخذونه حاليا سيؤدي إلى نتائج سيئة يأخذه البعض منهم على أنه تحامل عليهم أو إستهداف لهم وعداء لهم وهم أحيانا معذورون فهناك الكثير ممن يتصيد لهم الأخطاء رغبة في إستهداف الإسلام ولكني أود أن أوضح أن ماأكتبه حاليا هو من منطلق النصيحة لمن يحب ولأناس يحملون راية الإسلام ونتفق معهم في نفس الهدف .

2- يحاول الإخوان تهدئة كل المطالبات الشعبية سواء كانت سياسية أو فئوية سواء كانت مطالبات بالعدالة الإجتماعية أو مطالبات بالتطهير أوغيرها في سبيل تحقيق مايظنونه إستقرارا بهدف الوصول لشيء واحد وهو الإنتخابات القادمة طبعا كل ده بدافع من المطالبات التي انطلقت تهاجم الإستفتاء وتطالب بمجلس رئاسي مدني وبلجنة لعمل الدستور قبل إنتخابات مجلس الشعب القادم وبالرغم من إيماني وإعتقادي بأن هذه المطالبات هي مطالبات خاطئة ومتعدية فقد تم سؤال الشعب وعمل الإستفتاء وقضي الأمر مهما كان والحياة لم ولن تنتهي عند هذه اللحظة إلا أن الإخوان خاصة والإسلاميين عموما إنجرفوا إلى هذا المستنقع وإلى هذه الخناقة وهذا الخلاف وتم إستفزازهم وغضبوا كيف تدار عليهم مثل هذه الحملة الشرسة الذي يرونه بتخطيط مسبق لإفشال الإستفتاء وبالرغم من كل هذا إلا أن ماحدث هو أنهم تناسوا ومعهم بالطبع كثير من العلمانيين والأحزاب والقوى الوطنية الأخرى كعادتهم جميعا قبل الثورة تناسوا مطالب هذا الشعب الغلبان ومطالبه المشروعة في حرية وفي عدالة إجتماعية وفي أن يستطيع أن يحيا بكرامة وأن تتم محاسبة الفاسدين والمخربين لهذا الوطن ومحاكمة من سرقوا قوت هذا الشعب ومن قتلوا شبابه كل هذه المطالبات التي أصلا من أجلها قامت الثورة ولكن لأن كثيرا منهم لم يكن أصلا يؤمن بالثورة أو يؤمن بمطالبها بل انجر إليها بعد أن رأي أنه إن لم يشارك فيها فلن يحتاجه أحد وسيؤخذ عليه أنه لم يشارك فيها ومع إضافة كثير منهم للثورة وحمايتهم لها في وقت من الأوقات إلا أنه بمجرد إنتهاء الجولة الأولى من الثورة بدأت النزاعات على الغنائم وضربوا بعرض الحائط مطالب هذا الشعب وفي ظل كل هذا يحاول الإخوان التهدئة للوصول للهدف مهما كان الثمن الذي يدفعه الشعب في مقابل الوصول للإنتخابات المقبلة ظنا منهم أن الوصول إليها سيحل كل المشاكل الموجودة حاليا وهو تصور أظن أنه خاطيء وأتمنى أن أكون مخطئا وأن يكونوا على صواب .

3- نسي هؤلاء جميعا أن النظام يعيد ترتيب أوراقه واستغل النزاع الحاصل بينهم والذي جاءه هذا النزاع على طبق من ذهب دون أن يحلم به وبالطبع فمن المؤكد أن النظام السابق وفلول الحزب الوطني يساهمون في إذكاء هذا الخلاف كما أنهم كما ذكرت يعيدون ترتيب أوراقهم لكي يكونوا مستعدين من جديد للدخول في معركة جديدة وها قد رأينا كيف أن جهاز الشرطة يعود ويرتكب نفس الإنتهاكات السابقة والوزراء أغلبهم أعضاء في الحزب الوطني والغالبية العظمى من المسؤولين في الجهاز الحكومي إذن فماذا حققته الثورة ؟؟ .

4- في المقابل يرى الإخوان وحتى القوى السياسية الأخرى أنهم اكتسبوا بعضا من الحرية وبعضا من السيطرة وأن السباق الآن في من يستطيع أن يسيطر أكثر من الآخر وأحب أن أذكر للإخوان بالذات أن هذا الذي يحدث هو شيء مرحلي وشيء جزئي لن يدوم طويلا فما يحدث هو إستغلال الإخوان لإستطاعتهم السيطرة على الشارع سواء ممن ينتمون للإخوان والمحبين لهم أو حتى بمنع فاعليات الآخرين المطالبة بالحقوق كما حدث في جمعة الغضب وكما حدث في الجمعية العمومية لنقابة الأطباء والإخوان يبذلون كل مافي وسعهم لفعل ذلك قد يكون بحسن نية منهم ولكن ليعلموا أنه شيء مرحلي تماما كما حدث أيام ثورة 52 حين كان هناك نزاع على السلطة بين مجلس قيادة الثورة ولم يكونوا بالقوة المطلوبة وليعلموا أن أي نظام قادم سيكون أول مايفعله هو القضاء عليهم أو تقويض دورهم كما فعل عبد الناصر من قبل .

5- سيرد علي البعض بأن ذلك مستبعد لأن التحرير موجود وأن ذلك العهد قد انتهى لكن أحب أن أقول أن الأهداف واحدة وقد تختلف الوسائل ليس أكثر كما أن موضوع التحرير موجود ليس بالضمان الكافي فحين نصل إلى الإنتخابات سنجد أن كثيرا من الثوار بينهم منازعات وخلافات سواء سياسية على الدستور أو إجتماعية للمطالبة بالعدالة الإجتماعية وبالتالي أتمنى ألا نجد وقتها من ينزل إلى التحرير هم الإخوان وفقط بصفتهم سيكونون هم المضارون الوحيدون من ذلك وسيجد الإخوان أنفسهم في وش المدفع لوحدهم لأن الباقين قد تساقطوا على مدى الأربع شهور ولن يساندهم أحد وستكون معركة بين النظام الجديد وبين الإخوان وفقط وسيقف الجميع متفرجا على المعركة بلامبالاة فسيكون حينها الإخوان قد خسروا جميع الطوائف الأخرى سواء الطوائف السياسية أو الطوائف الإجتماعية التي تطالب بالعدالة الإجتماعية أو حتى رجل الشارع الذي سيرى أن هذا الخلاف هو خلاف على السلطة لادخل له فيه وسيرى الجيمع أن النظام القديم قد سقط وأن هذا صراع حول النظام الجديد .

6- في حين أن المطالبات الموجودة حاليا هي مطالبات الثورة وهي مطالب من الطبيعي أن يتم تحقيقها في هذه المرحلة التي من المفترض أن تكون من أقوى مراحل الثورة وأن يتم فيها القضاء على فلول النظام السابق وليس معنى الضغط من أجل هذه المطالب أننا نريد القضاء على الجيش أو المطالبة بمجلس رئاسي مدني ولكن إن تركنا شهادة الحق والمطالبة بالحق والعدل من أجل حسابات دنيوية فستنقلب علينا هذه الحسابات ( وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا ) أنخالف ضميرنا ونخالف مانراه ونخالف شهادة الحق من أجل حسابات هي في الأصل خاطئة أما والله لو فعلناها فلن نستحق نصر الله ولا تمكينه فليتعظ القوم وليتقوا الله ولتكن شهادة الحق وقول الحق أهم من أي شيء آخر ولا يخشوا في الله لومة لائم .

7- سؤال : ماهو إستعداد الإخوان وإحتياطاتهم لهذه السيناريو الذي سأسرده الآن :

(بداية في هذه الفترة حتى الوصول إلى الإنتخابات تحصل الكثير من المنازعات بين الإخوان والعلمانين والقوى والأحزاب الوطنية وستنتهي المعركة بلاشك لصالح الإخوان ثم تأتي الإنتخابات ويفوز بها الإخوان بنسبة 40 % من المقاعد ويتم وضع الدستور وبعد صراعات وخلافات على الدستور ومواد الدستور وبعد خلافات ووقفات ومظاهرات تطالب بالعدالة الإجتماعية وفي ظل وجود فلول الحزب الوطني وأمن الدولة السابق والإنتهاكات والتعذيب وبعد أن يكون تمثيل الأحزاب والعلمانيين وحتى الثوار في مجلس الشعب محدودا ونجد أن كثيرا ممن مجلس الشعب هم إما إخوان أو حزب وطني وبناء على فشل الحكومة القادمة سيطالب الناس ويستنتجون أن الديموقراطية شيء فاشل وأن الحل هو أن المجلس العسكري يمسكها لفترة لحين إعداد مناخ صالح للديموقراطية كما يثار من البعض الآن وبعدها يبدأ عهد رفض التطرف الديني ثم الخلاف مع الإخوان تماما كما حدث من قبل وتمتليء السجون بهم من جديد ولن تكون هناك وقفات أو مليونيات في ميدان التحرير فستكون الأغلبية الصامتة التي تؤيد الآن الإستقرار وتؤيد الإخوان ستكون هي الموافقة على هذا الحل وسيكون بقية الثوار الذين نزلوا إلى التحرير في البدايات إما مختلفين أو قد سجنوا أو ليس لهم أي قوة بالإضافة إلى سيطرة الجيش على الوضع وتجريم الوقفات والمظاهرات والإضرابات والمليونيات حفاظا على إستقرار البلد ).

8- أخيرا ....... تذكروا قصة مظاهرة عابدين والقاضي / عبد القادر عودة وصرفه للمتظاهرين قائلا : ( انصرفوا راشدين ) ألم تكن المظاهرة حاشدة ؟ ألم يكن الشعب كله ثائرا يومها ؟؟ اقرأ معي هذا المقطع :

( وفي يوم 28 من فبراير 1954م خرجت جموع الأمة تطالب الحكام بالإقلاع عن الظلم وتنحية الظالمين، وزحفت الآلاف إلى ميدان عابدين تطالب الرئيس "محمد نجيب" بالإفراج عن المعتقلين، وتنحية الباطش، ومعاقبة الذين قتلوا المتظاهرين عند كوبري قصر النيل، وتطبيق شرع رب العالمين، وأدرك القائمون على الأمر يومئذ خطورة الموقف، وطلبوا من المتظاهرين الثائرين أن ينصرفوا، ولكن بلا مجيب، فاستعان "محمد نجيب" بالشهيد "عبدالقادر عودة" لتهدئة الموقف متعهدًا بإجابة الأمة إلى مطالبها.

ومن شرفة عابدين وقف الشهيد "عودة" يطلب من الجماهير الثائرة أن تنصرف في هدوء؛ لأن الرئيس "نجيب" وعد بإجابة مطالبها، فإذا بهذا الزاخر من البشر ينصرف في دقائق معدودة )

ابحثوا بعدها ماذا حدث لعبد القادر عودة وهل عادت الجموع من جديد لتدافع عن عبد القادرعودة وتطالب بالإفراج عنه ؟؟؟؟؟؟

وسيأتي يوم يقال فيه (فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ )

(فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد )

ألا اللهم هل بلغت اللهم فاشهد

د/ أحمد حامد

0117618422

Asc405@yahoo.com

الأحد 12 يونيو 2011

No comments:

search

بحث مخصص